ادت الحروب الدائرة في منطقة الشرق الأوسط تحديداً الى موجة نزوح كبيرة جداً لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلاً و حيث وبسبب هذه الحروب وتردي الأوضاع المعيشية والحياتية الى نزوح أعداد كبيرة من سكان بعض الدول وخاصة العربية منها مثل سورية والعراق واليمن بسبب الحروب الدائرة فيها منذ سنوات طويلة ادت الى نزوح الملايين من مدنهم الى دول اخرى , ولن ننسى الهجرة أيضاً من الدول التي تعاني من تردي الأوضاع المعيشية والإقتصادية والسياسية والتي أيضاً هجرها الألاف من سكانها مثل لبنان ومصر وبعض دول المغرب العربي وجنوب افريقيا واذربيجان وغيرها الكثير , وكان لتركيا النصب الأكبر من هذه الموجة الكبيرة من اللجوء والهجرة , والتي استقبلت الملايين من اللاجئين وامهاجرين على أراضيها وقدمت لهم الكثير من التسهيلات من اجل تصحيح اوضاعهم القانونية والمعيشية في تركيا ومساعدتهم على الإندماج مع الشعب التركي .
في مدينة جنيف في سويسرا في عام 1951 وقعت عدد من الدول في العالم والتي يبلغ عددها 131 دولة حول العالم على إتفاقية تلزم الدول الموقع بحماية أي شخص يدخل أراضيها بصفة لاجئ هارب من اي سبب من الأسباب التي تهدد حياته ولا يحق للدول الموقعة رفض طلب هؤلاء الأشخاص او ترحيلهم الى دولهم عند طلبهم لحقوق اللجوء في حال كانت أسبابهم مقنعة وحقيقية لتقديم اللجوء , وكانت تركا واحدة من هذه الدول الموقعة على إتفاقية حماية اللاجئين لذلك قامت بإستقبال ما يزيد عن 3 مليون سوري خلال موجة النزوح الكبيرة من عام 2013 الى 2016 التي شهدتها سوريا والتي ادت الى مغادرة أكثر من 7 ملايين سوري لبلدهم بسبب الحرب الدائرة في بلدهم وتوزعوا علىكافة الجغرافية التركية والأوربية ولبنان ولكن كان لتركيا النصيب الأكبر من اللاجئين بسبب حدودها الكبيرة المتصلة مع الحدود السورية والتي عبر من خلالها الألاف من السوريين بطرق غير شرعية .
تعتبر الإقامة الإنسانية في تركيا واحدة من عدة أنواع من تصاريح الإقامة في تركيا ويتم منحها للقادمين الى تركيا من أجل الإقامة على أراضيها بصفة لاجئين ولكن للحصول على هذا النوع من الإقامة يجب تواجد شروط معينة لدى المتقدم بطلب الحصول على الأقامة الإنسانية ويمكنه الحصول عليها في حال استوفى كافة الشروط سنتحدث عنها في مقالة منفصلة بشكل تفصيلي .